بارا عظيمة وذكية قدمها فريق الميلان وحقق ما هو غير متوقع..

انتصر
الميلان في مباراة انتظرها الكثيرين صعبة ورهيبة أمام الكتيبة الكاتلونية
التي تُعد من بين الأفضل في العالم إن لم تكن الأفضل بالفعل، وربما انتظر
بعض محبي الفريق الإيطالي تحقيق نتيجة مقبولة لا تؤذي كبرياء وتاريخ النادي
الأحمر والأسود في أوروبا، ولكن ما حققه فريق ماسيمليانو أليجري في ذها
بدور الـ16 من دوري الأبطال كان أكبر مما توقعوا وأكثر سعادة، هى نتيجة
الفوز على ميسي ورفاقه من أبطال كأس العالم مع إسبانيا في عام 2010 بهدفين
نظيفيين، بحنكة ودهاء إيطالي خالص، بتكتيك غير متوقع نجح في إفساد أسطورة
البارسا المخيفة.

إيجابيات


أجاد الميلان طوال الـ90 دقيقة باللعب بطريقة دفاع المنطقة في مواجهة نجوم
الفريق الكاتالوني ولكن بشكل مُركز ومُبالغ فيه، والنية كانت هى إبعاد
ميسي،بيدرو وإنييستا عن التواجد في منطقة العمليات"منطقة الـ18" بتقدم قلب
الدفاع فيليب ميكسيس ليكون لاعب وسط آخر بجانب سولي علي مونتاري،ريكاردو
مونتوليفو "الذي تواجد أمام الدفاع تمامًا" وكذلك ماسيمو أمبروسيني، مع
عودة الشعراوي وبواتينج للتغطية على الظهيرين "كونستان وأباتي" من اليمين
واليسار وبذلك ألغوا ميزة البارسا على الطرفين مع السماح لهم فقط بتناقل
الكرة في وسط الميدان لفترات طويلة.


لم يختلف الأمر في الشوط الثاني، لعب الروسونيري بنفس الكيفية مع كرات
مرتدة يستغل فيها "الغير متوقع" من بواتينج أو الشعراوي وهو ما نجح الغاني
"برينس" بواتينج في فعله من أحدى الكرات الثابتة التي سددها مونتوليفو
واصطدمت بزاباتا ومهدها "لحسن الحظ" للغاني الذي سجل هدفًا من مهارة فردية
وليس عملًا هجوميًا، لكن الهدف الثاني يستحق الإشادة الأكبر حيث شهد عملية
متناغمة وفيها تفاهم كبير بين الشعراوي ونيانج وأخيرًا صاحب الهدف المتألق
سولي علي مونتاري.


تفرغ الشعراوي وبواتينج لأدوار دفاعية "إضافية" مما جعل الأول على وجه
الخصوص يفتقد حتى اللمسة الهجومية الحاسمة في الكرتين التي سنحتا له فلم
يكن يتسم بالحضور الذهني المطلوب لوضع الكرة في الشباك، الفرصتين اللتين
صنعهما الميلان في الشوط الأول جاءا من الأساس لذكاء وموهبة كيفن برينس
بواتينج الوحيد الذي كان يصنع الغير متوقع ولكنها لم تكن أبدًا نوايا
هجومية واضحة أو طريقة لعب، ولكن مع نشاط أكبر لجيامباولو بادزيني الذي قام
بعمل بدني كبير اقترب الروسونيري أكثر من المنطقة الخطرة وسجلوا هدفين
جميلين للاعبي وسط!، ما تغير في الشوط الثاني أن لاعبي الميلان في الأمام
أصبحوا أكثر ثقة في إمكانية تحقيق نتيجة الفوز.


كان من المنتظر أن يقوم الميلان بتقديم مباراة إيجابية أكثر على مستوى
رغبته في التسجيل خاصة أن المباراة تُلعب في أرضه ووسط جماهيره، وقد أرهق
أليجري ربما مضطرًا لاعبيه في الأمام بالعودة وتأدية أدوار دفاعية مما
جعلهم غير قادرين على تلبية رغبة الجماهير في رؤية مباراة ممتعة خلال أول
45 دقيقة، خاصة أن ذلك تسبب في إلغاء وجود بادزيني "رأس الحربة" وعدم وجود
أي عمل من جانبه لقلة أو ربما شبه إنعدام المساندة من بواتينج،الشعراوي
وحتى مونتوليفو الذي لم يكن صانع ألعاب في الخلف كما كان في المباريات
السابقة، بل لاعب دفاعي تمامًا، ولكن في النصف الثاني من المباراة عاد
مونتوليفو الذي يصنع كرات جميلة للمهاجمين وأصبح بواتينج والشعراوي
متواجدين أكثر في منطقة الجزاء مع مساندة هجومية من لاعبين نالوا ثقة أكبر
مثل مونتاري الذي مكنه ماسيمليانو أليجري من القيام بواجبات هجومية أكبر،
يمكن أن نقول أن أليجري طلب من لاعبيه مجهودات مضاعفة ،على المستوى الجماعي
قام لاعبي الميلان بتضحيات بدنية كبيرة ربما تفوق ما يقدموه في أي مباراة
أخرى هذا الموسم، مع قتالية واستبسال في الأداء مما جعل بعض اللاعبين
يلعبون أدوارًا إضافية ومتعددة والقيام بإلتحامات قوية كما فعل بواتينج
وبادزيني، وأمبروزيني،وقد استحق الميلان الفوز لهذا السبب.


ربما أصبحت حظوظ الميلان وافرة في التأهل لدور الـ8 من بطولة دوري الأبطال
وتحقيق المفاجأة "إن جاز القول" الأكبر في النسخة الحالية من البطولة،
فالفوز 2-0 يجعل الميلان يلعب بإيمان أكبر في حظوظه في مباراة الإياب على
ملعب الكامب نو، ولكن عليهم لعبها بتواضع أكبر وتقدير حظوظ وقدرة واحدًا من
أفضل فرق العالم على العودة.

سلبيات


لم يكن لدى جوردي رورا حلول جديدة للتغلب على الطريقة الدفاعية التي لعب بها الميلان وخاصة
إستغلال ضعف الجوانب الدفاعية لدى كيفين كونستان بل تفوق عليه أليجري في
ذلك بصنع شبكة دفاعية سميكة، كذلك كان فابريجاس في الجهة اليسرى غير موجود
وخرج إنييستا بدوره لخارج المنطقة لصناعة اللعب وإيجاد ثغرة، كان من
المتوقع عمل ناجع أفضل على الأطراف من لاعبي برشلونة.




قام روروا بالمتوقع منه بعد ربع ساعة سلبية وتأخره في النتيجة فدخل ألكسيس
سانشيز على الجهة اليمنى في الهجوم مكان فابريجاس، وتحول بيدرو على اليسار
مع تفرغ أكثر من أندريا إنييستا لبناء اللعب في الوسط ولكن الجدار الدفاعي
الحديدي للميلان في العمق والطرفين منع البارسا من القيام بشيء، مما أجبر
إنييستا على الحل الفردي من تسديدة مرت خطيرة على مرمى أبياتي، اختار
برشلونة إذن " أحد أفضل الفرق جماعية" الحل الفردي في نهاية المباراة وحتى
هذ الحل فشل.


تراجع ميسي للخلف وابتعد حتى التواجد على حدود قوس منطقة الجزاء لكي يهرب
من الجدار الذي نصبه أليجري في هذه المنطقة، ولكن هذا الأمر لم يساعده على
تقديم المنتظر منه خاصة في ظل عدم وجود بيدرو بفورمة مميزة بل استسلم
لرقابة كونستان، وبشكل عام كان أليجري مميزًا في قفل الجهة اليسرى على
لاعبي البارسا بوجود الشعراوي ومونتاري للتغطية وإبعاد تقدم ميسي،وداني
ألفيش.


كان الكثير من لاعبي البارسا خارج الفومة تمامًا وخيبوا آمال جماهيرهم،
ربما يرجع ذلك إلى الثقة المفرطة والكبيرة التي شعر بها أفراد ونجوم فريق
البلاوجرانا قبل المبارا، وبعد 45 دقيقة متحفظة للغاية أداها فريق الميلان
مما أشعرهم بأنهم الأكثر حظًا للمرور وأنه لن يحدث شيء غير متوقع بل ربما
فكروا بأن المباراة ستنتهي سلبية 0-0 كما حدث في الماضي وأن المهمة ستكون
في المتناول في مباراة في ملعب الكامب نو، لكن هذه الثقة كلفهم ثمنًا
فادحًا للغاية وهى الخسار من فريق في قيد التطور.

اضغط هنا لمشاهدة بث رسمي مباشر لمباريات دوري الأبطال